استغلال الأسعار في رمضان وعيد الفطر.. أين الضمير الإنساني؟
✍️ ضياء حميد
مع حلول شهر رمضان المبارك، تزدحم الأسواق بالمتسوقين الباحثين عن احتياجاتهم الأساسية، لكنهم يواجهون موجة من ارتفاع الأسعار غير المبرر، حيث يستغل بعض التجار زيادة الطلب لتحقيق أرباح مضاعفة، متجاهلين القيم الأخلاقية والإنسانية التي يُفترض أن تسود في هذا الشهر الفضيل.
ولا يتوقف هذا الاستغلال عند السلع الغذائية، بل يمتد إلى قطاع الملابس ومتطلبات العيد، حيث يلاحظ المواطنون ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الملابس مقارنة ببقية الأيام، مما يجعل شراء الاحتياجات الأساسية عبئًا ثقيلاً على كاهل العائلات ذات الدخل المحدود.
إن غياب الرقابة الفعالة وغياب الشعور بالمسؤولية الاجتماعية يسهمان في تفاقم هذه الظاهرة، حيث يتعامل بعض التجار مع شهر الرحمة كموسم للربح بدلاً من كونه فرصة للتراحم والتكافل. في المقابل، يبرز دور الوعي المجتمعي في مواجهة هذه السلوكيات غير الأخلاقية، سواء من خلال الامتناع عن الشراء بأسعار مبالغ فيها أو عبر المطالبة بفرض رقابة أكثر صرامة على الأسواق.
من جهة أخرى، هناك منظمات تدّعي العمل الإنساني، لكنها في بعض الأحيان تستغل الأوضاع لتحقيق مكاسب دعائية أو مصالح شخصية، حيث يتم تصوير عمليات التوزيع بهدف التسويق بدلاً من تقديم المساعدة للمحتاجين بصدق. إن كان الهدف هو فعل الخير، فلا حاجة لإبراز الأسماء والشعارات، بل يجب أن يكون العمل خالصًا لوجه الله.
في النهاية، يبقى الفقير هو الضحية الأكبر في مجتمع يسعى بعض أفراده إلى استغلال الفرص بدلاً من تقديم يد العون. ويبقى السؤال مفتوحًا: متى يحل الضمير مكان الجشع في أسواقنا؟