260 مليار دينار للقمة العربية.. ماذا كان يمكن للعراق أن ينجز بهذا المبلغ؟
تقرير: أحمد خضير عباس – وكالة رؤية الإخبارية
في ظل الاستعدادات التي رافقت انعقاد القمة العربية الأخيرة في بغداد، والتي رُصد لها مبلغ يقارب 260 مليار دينار عراقي، يبرز تساؤل مشروع لدى الشارع العراقي حول الأولويات الاقتصادية وجدوى هذا الإنفاق، خصوصًا في ظل الظروف الخدمية والمعيشية التي يعاني منها المواطنون في مختلف المحافظات.
وبحسب سعر الصرف الرسمي المعتمد في عام 2024، والبالغ نحو 1300 دينار مقابل الدولار الأمريكي، فإن مبلغ 260 مليار دينار يعادل تقريبًا 200 مليون دولار أمريكي.
هذا المبلغ، لو تم توجيهه إلى القطاعات الحيوية، لكان من الممكن أن يحدث فرقًا حقيقيًا في حياة المواطنين، من خلال المشاريع التالية:
---
1. قطاع التعليم:
بناء أو إعادة تأهيل أكثر من 400 مدرسة حديثة في مختلف المحافظات.
تجهيز المدارس بالمقاعد، والمستلزمات الدراسية، والتقنيات التعليمية الضرورية.
2. قطاع الصحة:
إنشاء ما بين 5 إلى 10 مستشفيات متوسطة الحجم، مجهزة بالكامل لتقديم خدمات صحية عالية المستوى.
تأمين كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية للمراكز الصحية في المدن والأرياف.
3. البنية التحتية:
صيانة وتأهيل مئات الكيلومترات من الطرق الداخلية والرئيسية، ما يسهم في تحسين حركة النقل ودعم النشاط الاقتصادي.
4. قطاع الإسكان:
بناء مجمعات سكنية مخصصة للفقراء وذوي الدخل المحدود، كجزء من حل أزمة السكن المزمنة.
5. فرص العمل:
تمويل مئات المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بما يوفر آلاف فرص العمل للشباب والعاطلين عن العمل.
6. دعم الزراعة والصناعة:
توفير الدعم للفلاحين عبر المعدات الزراعية، البذور، والأسمدة، ما يساهم في تعزيز الإنتاج المحلي.
تطوير عدد من المصانع المحلية لدعم الصناعة الوطنية وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
---
الخلاصة:
من الواضح أن توجيه هذا المبلغ الكبير إلى مشاريع تنموية كان سيعود بالفائدة المباشرة على الشعب العراقي، ويساهم في تحسين الواقع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
في المقابل، سجلت القمة غياب عدد كبير من قادة الدول العربية، وهو ما أثار تساؤلات واسعة حول فاعلية هذا النوع من الاجتماعات وجدواها، خاصة في ظل الأزمات التي تمر بها الشعوب العربية.
يبقى السؤال قائماً: هل كانت القمة تستحق كل هذا الإنفاق؟
وهل من الحكمة مستقبلاً إعادة النظر في ترتيب الأولويات وفقاً لما يخدم المواطن أولاً؟
