الإنتخابات العراقية بين شراء الأصوات وتطلعات المواطن
بقلم: ضياء حميد | وكالة رؤية الإخبارية
في الأسواق تباع الأغراض، وفي الإنتخابات تباع الأصوات. هكذا أصبحت العملية الإنتخابية في العراق تعكس مشهدًا سوداويًا، حيث تتكرر إخفاقات الحكومات المتعاقبة في تقديم الإصلاحات الكافية وتوفير احتياجات المواطنين الأساسية. وبدلًا من العمل بصدق على تحسين حياة العراقيين، يلجأ بعض المرشحين إلى أساليب ملتوية لضمان أصوات الناخبين.
ففي ظل ضعف الأداء الحكومي، يجد هؤلاء المرشحون صعوبة في كسب ثقة الناس عن طريق البرامج الانتخابية الحقيقية. فيلجؤون إلى شراء الأصوات أو ممارسة ضغوط على الأشخاص الذين يخضعون لسلطتهم، سواء عبر الترهيب أو الإغراءات والوعود البراقة التي لم ينفذوها منذ الإنتخابات السابقة. ويُترك المواطن البسيط – الذي يحلم فقط بحياة كريمة خالية من الضغوط – في دوامة من الوعود الكاذبة، في انتظار من ينصفه.
للأسف، لم تعد الإنتخابات في العراق ساحةً للتنافس الشريف على خدمة الوطن، بل تحولت إلى لعبة قذرة يُهدر فيها المال العام على حملات انتخابية فارغة ومكلفة، لو صُرفت هذه المبالغ على تحسين الخدمات وتوفير سبل الراحة للمواطن، لانتخبهم الشعب دون حاجة ليافطات أو شعارات رنانة.
ويبقى الضحية في كل مرة هو المواطن الفقير الذي يجد نفسه مضطرًا لاختيار "الأقل سوءًا"، على أمل أن تحمل الأيام القادمة شيئًا من الأمل، وتعود السياسة إلى جوهرها الحقيقي: خدمة الناس.